الأرواح الطائرة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

إلي كل روح طاهره نقيه ندعوها لمشاركتنا أفراحنا وأحزاننا


    اسْأَلُوا الحُصَــــانَ... !!

    وليد نصير
    وليد نصير


    عدد المساهمات : 31
    تاريخ التسجيل : 19/03/2010
    العمر : 44

    اسْأَلُوا الحُصَــــانَ... !! Empty اسْأَلُوا الحُصَــــانَ... !!

    مُساهمة من طرف وليد نصير الجمعة أبريل 16, 2010 3:01 am

    امتَطَى " مَرَوَانُ " حُصانَهُ العَرَبِىَّ الجَميلَ ميراثَهُ عنْ أجْدَادِهِ، فهُوَ يعتزُّ ويفتخِرُ بِهِ كَثيرًا، ويتجَوَّلُ بهِ فِي طرقَاتِ المَدِينَةِ سَعِيدًا؛ لكنَّهُ فُوجِئ " بِكُوهِين " يَقْطَعُ عليه الطَّرِيقَ، ويطلُبُ منهُ أنْ يركبَ معهُ الحَصانَ، رَفَضََ مرَوَانُ بشدَّةٍ؛ لعِلمِهِ بوَقَاحَة كوهين، عنْدَ ذلكَ حَاوَل " كُوهين " بالتَّوَسُّل تَارَةً وبِالإِرهَابِ تَارَةً أُخْرَى، لكنَّ " مَرَوَان " أَصَرَّ على الرَّفضِ .
    ابتَسَمَ " كُوهين " ابتسَامَةً خبيثَةً تنُمَّ عنْ حُدُوثِ جَدِيدٍ؟
    نظَرَ "مَرَوَان" فوجَدَ أصدقَاءَ " كَوهِين " يتَّجِهُون إليهِ، ومَرَوان وحِيدٌ لا حَوْلَ له ولا قُوَّة.
    فجْأَةً قَالَ " كُوهِين " بلهْجَةٍ حادَّةٍ تتقَاذَفُ منْ عَيْنَيْهِ النِّيرَانُ وَيَسيلُ لُعَابُهُ لرغْبَتِهِ في ركُوبِ الحُصَان: " سَأَرْكَبُ معَكَ الحصَانَ"
    قَالَ مروان مُتلَعْثِمًا: ستركَبُ حُصَانِي ولكنْ بشَرْطٍ، رَدَّ كُوهِين بابتسَامَةٍ سَاخِرَةٍ وهُوَ يمتطِي الحُصَانَ : سنتَفَاهَمُ في ذلِكَ فيمَا بعْد، وركَبَ أمَامَ "مَرَوَان".
    فى الطَّريقِ قَالَ " كُوهِين " بنَبْرَةٍ لئيمَةٍ: سأقَعُ، ابتعَدَ قَليلاً
    قَالَ " مَرَوان " في ضيقٍ وَغَضَبٍ : حسنًا هل َهَذَا يَكْفِى؟! نظَرَ إلَيهُ نظْرَةً راضيَةً بعضَ الشَّيء عمَّا حقَّقَهُ منْ مكَاسِبَ، لكنْ عَادَ يُكِرِّرُ الطَّلبَ بصوْتٍ حَادٍ و" مروان " ينفِّذُ طلبَهُ حتَّى اشتعَلَ " مَرَوَان " غيظًا ، وقَالَ بلهْجَةٍ تَحَدٍّ: لا.. لا.. لا..أنَا لا أَسْتَطِيعُ الجُلُوسَ الآنَ جيِّدًا
    فى الطَّريقِ وجَدَ " مَرَوَان " أصدقَاءَهُ فطار فَرَحًا ونادَى عليهِم لينقِذُوهُ
    مِنْ " كُوهِين"، وحكى لهُم القِصَّة، ارتَعِدَ " كُوهين " خوفًا ورعبًا لكنَّ أصدقَاءَ " مَرَوَان " اكتَفُوا بتحذيرٍ " كوهين " بالانتِقَامِ منهُ إنْ فعلَ ذلكَ ثَانِيةً، وجلسُوا يتجَاذَبُون أطرافَ الحديثِ فَيَرْثُونَ لحَالِ " مَرَوَان " مرَّةً ويتوعَّدُون " كوهين " مرَّة أُخْرَى ويشربُون الشَّايَ.
    ابتسم " كوهين " وَقَالَ بخُبْثٍ: " مروان " ما هُو الشَّرطُ الذى كنتَ ستشتَرِطُ عَلَيَّ؟ اغرورَقَتْ عينُ "مروان " بالدُّموع وقال: كنتُ سأشتَرِطُ عليكَ عندمَا آمُرُكَ بالنُّزول من على حصانِى تنزلُ فورًا بدُونِ جِدَالٍ! ضحكَ " كوهين " وقَالَ مُتهكِّمًا: أمَّا أنَا فلنْ أطلُبَ منْكَ النُّزولَ أبدًا يَا صَدِيقِي، أتَرَى كَرَمِي من كرمِكَ!
    بعدَ قَليلٍ قَالَ " كُوهين ": " مروان " ابتعد قَليلاً سَأَقَعُ منْ عَلى الحُصَانِ، وقَدْ أصبَحَ "مروان" يجْلِسُ تقْرِيبًا على ذيْلِ الحُصَانِ، فرفضَ " مروان " بشِدَّةٍ وعنَادٍ فصَاحَ " كُوهين " وقدْ احمَرَّ وجهُهُ: كيفَ ترفُضُ؟
    أنزل -إذًا- منْ على حُصَانِي ودفعَهُ علَى الأَرْضِ.
    قال لهُ " مَرَوَان " مُتعَجِّبًا: حُصَانكَ؟!
    قالَ " كُوهين ": نَعَمْ حُصَانى وحُصَانُ أجدَادِي، فصَرَخَ " مَرَوَان " مُستَغِيثًا
    قَامَتْ الدُّنيَا وجَاءَ أصدقَاءُ " مروَان " وأصدِقَاءُ " كُوهِين "، وأبرزُ "مَرَوَان " أوْرَاقُ ملكيَّة الحُصَان وأظهَرَ المُستَنَدَاتِ والعُقُود والشُّهُود، وأظْهَرَ " كُوهين " وأصدقاءَوهُ العصى والحَديدَ والنَّارَ، واختَلِقُوا الأكَاذِيبَ والشُّهُود، واجْتَمَعَ النَّاسُ؛ لمَعْرِفَةِ مَاذَا سيَحْدُثُ؟!
    قَالَ " كُوهين " في برُودٍ: أنَا مَالِكُ الحُصانِ، وقَدْ ركَبَ " مَرَوان " مَعِي؛ لتوصيلِهِ للمَنْزِلِ والدَّليلُ على ذلِكَ أنَّ " مَرَوَان " كَانَ يَجْلِسُ عَلى ذَيْل الحُصَان تَقْرِيبًا، فإنْ كَانَ ملكُهُ فلمَّاذا يفعَلَ ذَلِكَ؟
    وإنْ كَانَ ملكُهُ ولمْ يستطِعْ الحفاظَ عليْهِ، فالحُصَانُ للأَقْوَى، حتَّى يستطِيعَ قيادتَهُ.
    وقَالَ بصَوْتٍ مُرْتَفِعٍ: أيُّهَا النَّاسُ سيظهَرُ الحَقُّ الآنَ، ووقَفَ بجانبِ الحصَانِ مبتسِمًا، وأمسَكَ بأُذُنِ الحصانِ، وقال لَهُ: أنَا صَاحبُك أليْسَ كذَلكَ..؟ فإنْ لمْ أكنْ صاحبُكَ ومالكُك فَقُلْ: لا، ضحك وقال: الحمدُ للهِ، الآنَ ظهرَ الحقُّ، هذا هُو الحصَانُ أمامكُمْ لَمْ يقُلْ: لا.
    وإنْ لمْ تصَدِّقُونِى فاسَألُوا الحصَانَ!.

      الوقت/التاريخ الآن هو السبت نوفمبر 23, 2024 7:22 am