الأرواح الطائرة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

إلي كل روح طاهره نقيه ندعوها لمشاركتنا أفراحنا وأحزاننا


    البنات والأدب المكشوف

    shalal
    shalal


    عدد المساهمات : 87
    تاريخ التسجيل : 27/02/2010

    البنات والأدب المكشوف Empty البنات والأدب المكشوف

    مُساهمة من طرف shalal الجمعة مارس 12, 2010 3:38 pm

    البنات والأدب المكشوف
    <TABLE cellSpacing=0 cellPadding=0 width=544 border=0>

    <TR>
    <td class=textheightLeft2 dir=rtl>
    البنات والأدب المكشوف -لإعلامي

    تحن المرأة للحكاية وتهفو إليها الحكايات دائما ، عندما تبدأ إحداهن بقولها ( هل سمعتن حكاية صديقتنا وبيتها الجديد ؟ )
    تتطلع إليها العيون وتنجذب الآذان ، الحكي يوافق طبيعة المرأة من حيث رؤيتها الكلية واهتمامها بالتفاصيل وقدرتها الفذة علي أن تحمل كلامها شتي العواطف المؤثرة ، وقد برعت كثير من النساء في الشرق والغرب في الفن القصصي وسجلت أسماءهن في ذاكرة الإبداع .

    تحب البنات القصص والروايات التي تحلق بهن في عوالم الخيال ، وقد لمست ذلك في زياراتي لمعرض الكتاب ، دائما تجذب القصص العيون الجميلة اللامعة المتشوقة لنزهة العقول ومتعة السباحة في عالم افتراضي ، ولكن بالطبع يقرأن المتاح ، شعور بالحرج كان يساورني وأنا أري فتيات محجبات يشترين روايات مليئة بالمواقف المخجلة والوصف التفصيلي المكشوف ، كنت أتساءل كيف سيؤثر عليهن ؟

    التأثير المباشر هو انتهاك الحياء والإغراء بتقليد ما يقرأن ، وما يترتب علي ذلك من جرأة الدخول في علاقات ولو عبر النت ، والجري وراء بناء قصة حب عنيفة تجرب من خلالها ما تشبع به خيالها ، ومعروف بالطبع النتائج المؤسفة لتلك الجرأة التي قد تدمر الفتاة تماما أو علي الأقل تسلبها السمعة والطمأنينة ، كل منا يعرف قصة فتاة بريئة أضاعت نفسها في أوهام الحب .

    أحتفظ بتفاؤلي وأفترض أن هذا التأثير المباشر نسبته ضئيلة جدا لأن هناك عوامل حماية كثيرة تحوط الفتاة وتقيها هذا الشر ، التدين وحسن التربية وحفظ الله وستره علي البنات الغافلات ، وهنا سوف يظهر الأثر غير المباشر وهو ما يسمي ( التناقض المعرفي ) فما تمتلئ به صفحات الأدب المكشوف من معاني سلبية يتناقض مع ما يغرسه التعليم والتربية وتعاليم الدين ، وينشأ عن ذلك (ارتباك فكري وتشويش )يؤدي لكثير مما نراه من سلوكيات مستهجنة من المحجبات ، وقد تهدم رواية واحدة كثير من القيم والمبادئ التربوية التي سبق استيعابها .

    إذا كانت الفتاة تتمتع بالصلابة الأخلاقية والبصيرة القادرة علي الفرز فهي غالبا لن تتأثر سلبيا بما تقرأ ، وسوف يستقر المقبول منه فقط في اللاوعي ، لأن وقت التسلية والقراءة المسترخية هو أنسب الأوقات لإعادة تشكيله ، سوف يتضح هذا الأثر عند زواجها فقد ادخرت كل مخزونها لهذا اليوم ، وهذا التوقع العالي والخيالي من الزوج يعد سببا رئيسيا لمشاكل ما بعد الزواج وخاصة في السنة الأولي التي استأثرت بنسبة 62% من حالات الطلاق في مصر ، ترسم الفتاة صورة وردية لما سوف يغرقها به الزوج من غرام الروايات ولاتجده في الواقع فيصيبها الإحباط وتبدأ المشاكل .

    فهي تلبس وتتزين وتتعطر منتظرة الزوج الذي سوف يبهره جمالها ويسمعها كلاما معسولا وربما دعاها للخروج في نزهة أو أحضر معه خاتما ماسيا يفاجئها به ، ولكنه يعود( أشعث أغبر ) يلقي سلاما فاترا ويدخل جري إلي الحمام تسأله ( ما بك ؟ ) يحدثها عن مرمطة المواصلات وتعنت المدير وغلاسة الزملاء وعندما يخرج تسأله ألا تلاحظ شيئا ؟ يقول : ألاحظ أنك لم تحضري الطعام وأنا ميت من الجوع ، بعد الأكل تحاول مرة أخري فينظر إليها وهو يغالب النعاس ويقول في نفسه ( أسئلتها صعبة جدا ؟ ماذا ألاحظ ؟ لاشئ إنها هي زوجتي كما تركتها لم تنمو لها ذراعا ثالثة أو تتغير معالم وجهها )

    الحياة الزوجية الواقعية أجمل من الروايات لأنها مثمرة منتجة تقوم علي تعاون زوجين وتأتي أوقاتهما الجميلة في حينها عفوية طاهرة وليست مصنوعة ومفتعلة ، ولكن كل شئ في حينه ، هل معني ذلك منع البنات من القراءة؟ بالطبع لا ،فسياسة المنع دائما فاشلة عقيم ، التقصير من عندنا والمطلوب هو البديل الذي يشبع الخيال ويقدم القيم ويسير جنبا إلي جنب مع المسجد والمدرسة والبيت في نفس الاتجاه .

    الأدب المكشوف يكدر النفس ويؤذي الروح بالنسبة للجميع وخصوصا البنات لما يتميزن به من رقة وحياء وغفلة محببة دفعت رسول الله صلي الله عليه وسلم أن يقول للمغني عذب الصوت ( رفقا بالقوارير ) .
    </TD></TR></TABLE>

      الوقت/التاريخ الآن هو السبت نوفمبر 23, 2024 6:27 am