الخيال غير الحقيقة
أوسع أفقا ؟ أجمل ؟ أكثر حرية ؟ أقل قيودا ؟ أكثر إشباعا لمشاعر جياشة رقيقة يجبرنا الواقع العملي علي كتمانها ؟ هو كل ذلك و أكثر .
متابعة المسلسلات التركية الرومانسية المدبلجة من قبل البنات والنساء يثبت كل ذلك ويثير اهتماما في أوساط الباحثين ( حتي أن باحثة أفردت له رسالة ماجستير في الإعلام ) ويضيف البحث لما سبق الرغبة في الهروب من تأخر الزواج إلي الحياة العاطفية الخيالية ذات المائة حلقة وأكثر ، والرغبة في كسر حالة الجمود العاطفي لدي المتزوجات إلي دفء المشاعر رغم أنهم يعلمون أنها تمثيل في تمثيل .
ما الذي ينقص بيوتنا ؟ ينقصها هذا الدفء العاطفي الذي لن يكلف أي طرف شيئا ، والذي أوصي به المولي عز و جل حين وصف العلاقة الزوجية بأن قوامها ( المودة والرحمة ) ، هذا الدفء لا ينبع إلا من قلوب عامرة بالإيمان والرضا ونفوس سوية طيبة .
تسأل كثير من الفتيات المقبلات علي الزواج سؤالا متكررا هو: متي أرفض العريس بسبب عيب في طباعه ومتي أتغاضي عن ذلك ؟
البخل مثلا ، هل هو عيب خطير يؤدي لفشل الحياة الزوجية ؟ أم أنه من الممكن التكيف معه وتجاوزه ببعض الحيل النسائية ؟
لكل إنسان عيوبه ومزاياه ، والإنسان المثالي الكامل لا وجود له ، والفارق هو هل تعمق العيب إلي مستوي يفسد النفس تماما ، مثل التفاحة المعطوبة أحيانا تكون إصابتها سطحية للغاية وهي سليمة وبحالة جيدة وأحيانا يضربها العطب من الداخل حتي أنها لا تصلح لشئ .
هناك من تزوجت البخيل ووجدت البخل يجر معه سلسلة من الصفات الكريهه ، الشح والطمع والحسد والأنانية والاستغلال والعدوانية وجفاف المشاعر ، وأصبح جو البيت فاسدا لا ينبت خيرا ورغم محاولتها المستميتة لإنقاذ البيت والأولاد ، انهار كل شئ .
وهناك من تزوجت من ظنته بخيلا فوجدته رجلا صالحا مستقيما ولكنه حريص علي وضع المال في موضعه الصحيح واستطاع بمهارته أن يكفل حياة كريمة لأسرته ويعلمهم كيفية إدارة حياتهم بنجاح .
كيف نفرق بين الإثنين قبل الزواج ؟
هناك علامات لتأصل الداء في النفس منها أن يكون منتشرا في أسرته ومنها أن يشكو منه الناس ومنها أن يضع نفسه دائما في مواقف مخزية دون أن يتراجع عن طبعه ، ولكن الأهم من كل ذلك عند تقييم أي إنسان هو ( طبيعة الجو الذي يشيعه من حوله عند حضوره في أي مجتمع )
هل يشيع جوا من البهجة ؟ هل له قبول عند الناس ؟ هل يقدم خدمة للآخرين بلا مقابل ؟ هل ينتقي ألفاظه ؟ هل يجعل الوقت يمضي سريعا ؟ هل هو خفيف الظل قليل الطلبات ؟
إذا كان كذلك فهو إنسان صالح حسن العشرة ، وسوف يسعد من تتزوجه ويبني معها بيتا ناجحا حتي ولو كانت لديه بعض العيوب أو الهنات ، وغالبا بعد الزواج يعيد الزوجين التكيف معا ويتخلص كل منهما من عيوبه ، أو كما يقال تتم سنفرة الجوانب الخشنة في شخصيته لتتوائم مع الطرف الآخر في سلاسة وانسجام .
أما إذا كان العكس وكان شخصية متعبة مرهقة نافرة ومنفرة فسوف تواجه سفينة حياتهما الكثير من العراقيل وتصطدم بالصخور ، ويحتاج الأمر في هذه الحالة من الزوجة الكثير من الصبر والجهد والمهارة إذا استطاعت .
ما نراه في المسلسلات الرومانسية والروايات العاطفية هو حياة عادية كحياتنا وربما أكثر تعقيدا وتركيبا وأكثر تعرضا للصدمات والنكبات التي ترفع من معدل الإثارة وسخونة الإيقاع ، ولكن الجميل فيها والذي يجذب المشاهد هو تلك الخلفية العاطفية الرقيقة المتوفرة دائما حتي في أحلك اللحظات ، منتهي الإنسانية ومنتهي الإحساس وهو للأسف ما أصبح الناس يفتقدونه في مفرمة حياتهم اليومية ، التي صار الجميع رجالا ونساء يصرون علي مواجهتها بقناع التجهم والصرامة والتحدي حتي لا يضيعوا بين الأقدام ، وصارت علامات الشطارة والقوة هي البدء بالهجوم والاستعداد للصراع حتي الضحكة صارت ساخرة مريرة .
ولأن المرأة مهما تظاهرت بغير ذلك تحمل بداخلها رقة ورومانسية ومثالية ونزعة للعطاء فهي تعيش تلك المشاعر في عالم افتراضي قبل أن تعود لواقعها وقد ارتدت من جديد الأقنعة الواقية .
المناخ العائلي المبهج الدافئ أهم من إمكانيات العائلة المادية ، والشخص الذي عطاؤه دائما من نفسه وليس من جيبه هو من يمنحنا سلعة الحياة الغالية ، كل المشاكل تهون وكل العيوب تحتمل مع المودة والرحمة ، بينما تصبح الحياة شاقة عسيرة مع الجفاف العاطفي .
لماذا تتعلق النساء بمسلسلات العاطفة ؟ كانت إجابتهن هي (لأن خيال الحب أحيانا أفضل من حقيقته) .
أوسع أفقا ؟ أجمل ؟ أكثر حرية ؟ أقل قيودا ؟ أكثر إشباعا لمشاعر جياشة رقيقة يجبرنا الواقع العملي علي كتمانها ؟ هو كل ذلك و أكثر .
متابعة المسلسلات التركية الرومانسية المدبلجة من قبل البنات والنساء يثبت كل ذلك ويثير اهتماما في أوساط الباحثين ( حتي أن باحثة أفردت له رسالة ماجستير في الإعلام ) ويضيف البحث لما سبق الرغبة في الهروب من تأخر الزواج إلي الحياة العاطفية الخيالية ذات المائة حلقة وأكثر ، والرغبة في كسر حالة الجمود العاطفي لدي المتزوجات إلي دفء المشاعر رغم أنهم يعلمون أنها تمثيل في تمثيل .
ما الذي ينقص بيوتنا ؟ ينقصها هذا الدفء العاطفي الذي لن يكلف أي طرف شيئا ، والذي أوصي به المولي عز و جل حين وصف العلاقة الزوجية بأن قوامها ( المودة والرحمة ) ، هذا الدفء لا ينبع إلا من قلوب عامرة بالإيمان والرضا ونفوس سوية طيبة .
تسأل كثير من الفتيات المقبلات علي الزواج سؤالا متكررا هو: متي أرفض العريس بسبب عيب في طباعه ومتي أتغاضي عن ذلك ؟
البخل مثلا ، هل هو عيب خطير يؤدي لفشل الحياة الزوجية ؟ أم أنه من الممكن التكيف معه وتجاوزه ببعض الحيل النسائية ؟
لكل إنسان عيوبه ومزاياه ، والإنسان المثالي الكامل لا وجود له ، والفارق هو هل تعمق العيب إلي مستوي يفسد النفس تماما ، مثل التفاحة المعطوبة أحيانا تكون إصابتها سطحية للغاية وهي سليمة وبحالة جيدة وأحيانا يضربها العطب من الداخل حتي أنها لا تصلح لشئ .
هناك من تزوجت البخيل ووجدت البخل يجر معه سلسلة من الصفات الكريهه ، الشح والطمع والحسد والأنانية والاستغلال والعدوانية وجفاف المشاعر ، وأصبح جو البيت فاسدا لا ينبت خيرا ورغم محاولتها المستميتة لإنقاذ البيت والأولاد ، انهار كل شئ .
وهناك من تزوجت من ظنته بخيلا فوجدته رجلا صالحا مستقيما ولكنه حريص علي وضع المال في موضعه الصحيح واستطاع بمهارته أن يكفل حياة كريمة لأسرته ويعلمهم كيفية إدارة حياتهم بنجاح .
كيف نفرق بين الإثنين قبل الزواج ؟
هناك علامات لتأصل الداء في النفس منها أن يكون منتشرا في أسرته ومنها أن يشكو منه الناس ومنها أن يضع نفسه دائما في مواقف مخزية دون أن يتراجع عن طبعه ، ولكن الأهم من كل ذلك عند تقييم أي إنسان هو ( طبيعة الجو الذي يشيعه من حوله عند حضوره في أي مجتمع )
هل يشيع جوا من البهجة ؟ هل له قبول عند الناس ؟ هل يقدم خدمة للآخرين بلا مقابل ؟ هل ينتقي ألفاظه ؟ هل يجعل الوقت يمضي سريعا ؟ هل هو خفيف الظل قليل الطلبات ؟
إذا كان كذلك فهو إنسان صالح حسن العشرة ، وسوف يسعد من تتزوجه ويبني معها بيتا ناجحا حتي ولو كانت لديه بعض العيوب أو الهنات ، وغالبا بعد الزواج يعيد الزوجين التكيف معا ويتخلص كل منهما من عيوبه ، أو كما يقال تتم سنفرة الجوانب الخشنة في شخصيته لتتوائم مع الطرف الآخر في سلاسة وانسجام .
أما إذا كان العكس وكان شخصية متعبة مرهقة نافرة ومنفرة فسوف تواجه سفينة حياتهما الكثير من العراقيل وتصطدم بالصخور ، ويحتاج الأمر في هذه الحالة من الزوجة الكثير من الصبر والجهد والمهارة إذا استطاعت .
ما نراه في المسلسلات الرومانسية والروايات العاطفية هو حياة عادية كحياتنا وربما أكثر تعقيدا وتركيبا وأكثر تعرضا للصدمات والنكبات التي ترفع من معدل الإثارة وسخونة الإيقاع ، ولكن الجميل فيها والذي يجذب المشاهد هو تلك الخلفية العاطفية الرقيقة المتوفرة دائما حتي في أحلك اللحظات ، منتهي الإنسانية ومنتهي الإحساس وهو للأسف ما أصبح الناس يفتقدونه في مفرمة حياتهم اليومية ، التي صار الجميع رجالا ونساء يصرون علي مواجهتها بقناع التجهم والصرامة والتحدي حتي لا يضيعوا بين الأقدام ، وصارت علامات الشطارة والقوة هي البدء بالهجوم والاستعداد للصراع حتي الضحكة صارت ساخرة مريرة .
ولأن المرأة مهما تظاهرت بغير ذلك تحمل بداخلها رقة ورومانسية ومثالية ونزعة للعطاء فهي تعيش تلك المشاعر في عالم افتراضي قبل أن تعود لواقعها وقد ارتدت من جديد الأقنعة الواقية .
المناخ العائلي المبهج الدافئ أهم من إمكانيات العائلة المادية ، والشخص الذي عطاؤه دائما من نفسه وليس من جيبه هو من يمنحنا سلعة الحياة الغالية ، كل المشاكل تهون وكل العيوب تحتمل مع المودة والرحمة ، بينما تصبح الحياة شاقة عسيرة مع الجفاف العاطفي .
لماذا تتعلق النساء بمسلسلات العاطفة ؟ كانت إجابتهن هي (لأن خيال الحب أحيانا أفضل من حقيقته) .